صياغة الإشكالية: قلب تقريرك النابض
في الدرس السابق، اخترت فكرة عامة لمشروعك. الآن، حان الوقت لتحويل هذه "الفكرة" إلى "إشكالية" دقيقة وواضحة. الإشكالية هي السؤال المركزي الذي يسعى تقريرك للإجابة عليه، وهي التي تعطي لعملك هدفاً محدداً وتجعله ذا قيمة حقيقية.
1. ما هي الإشكالية؟
الإشكالية هي صياغة لمشكلة حقيقية تتطلب حلاً تقنياً. هي التي تنقل عملك من مجرد تمرين برمجي إلى مشروع هادف يحل مشكلة قائمة.
- الموضوع (عام): تطوير نظام إدارة.
- الإشكالية (محددة): كيف يمكن تصميم وتطوير نظام لإدارة غيابات الموظفين لمواجهة البطء والأخطاء الناتجة عن المعالجة اليدوية؟
2. خصائص الإشكالية الجيدة
الإشكالية القوية يجب أن تكون:
- واقعية: يمكن تحقيقها بناءً على مهاراتك والوقت المتاح.
- محددة: تحدد بوضوح ما الذي تريد إنجازه.
- قابلة للقياس: يمكنك معرفة ما إذا كنت قد نجحت في حلها أم لا.
- ذات صلة: مرتبطة بتخصصك ومفيدة للمؤسسة.
نموذج عملي (1): نظام إدارة العطل
لنفترض أنك تتربص في مصلحة الموارد البشرية ولاحظت أنهم يديرون طلبات العُطل يدوياً بالورق.
1. صياغة الإشكالية:
"لمواجهة البطء والأخطاء الناتجة عن المعالجة اليدوية لطلبات العطل، كيف يمكن تصميم وتطوير تطبيق ويب يسمح بأتمتة عملية تقديم ومتابعة والموافقة على طلبات العطل بشكل فعال؟"
2. اشتقاق الأسئلة الفرعية:
- ما هي المتطلبات الوظيفية الأساسية للتطبيق (صلاحيات المستخدمين، أنواع العطل)؟
- ما هي التقنيات الأنسب لبناء هذا التطبيق (مثلاً: PHP و MySQL)؟
- كيف سيتم تصميم بنية قاعدة البيانات لتخزين معلومات الموظفين والطلبات؟
نموذج عملي (2): نظام الدعم الفني (Helpdesk)
لنفترض أنك تتربص في قسم المعلوماتية، ولاحظت أن طلبات الدعم الفني تأتي عبر الهاتف والبريد الإلكتروني بشكل عشوائي، مما يصعب تتبعها.
1. صياغة الإشكالية:
"لمواجهة صعوبة تتبع طلبات الدعم الفني وضياعها، كيف يمكن تطوير نظام تذاكر (Ticketing System) على الويب يسمح بمركزية الطلبات، إسنادها للتقنيين، ومتابعة حالتها بشكل منظم؟"
2. اشتقاق الأسئلة الفرعية:
- ما هي الحالات التي تمر بها التذكرة (جديدة، قيد المعالجة، تم الحل)؟
- ما هي الواجهات الرئيسية المطلوبة (واجهة للموظف لفتح تذكرة، وواجهة للتقني لتصفح التذاكر)؟
- كيف سيتم إرسال إشعارات تلقائية عند تحديث حالة التذكرة؟
أنت الآن تملك أساساً صلباً لمشروعك: إشكالية واضحة وخارطة طريق للإجابة عليها. هذا سيجعل كتابة الفصول التطبيقية أسهل بكثير.
الدرس التالي: المقدمة الشاملة للتقرير