مفاهيم أساسية في نظم المعلومات: البيانات، المعلومات، والمعرفة

مفاهيم أساسية في نظم المعلومات: البيانات، المعلومات، والمعرفة

مفاهيم أساسية في نظم المعلومات: البيانات، المعلومات، والمعرفة

في عالم اليوم الذي يعتمد بشكل متزايد على التقنية، أصبح فهم المفاهيم الأساسية التي تقوم عليها نظم المعلومات أمراً حيوياً، خاصة للمتخصصين في هذا المجال. تُعد البيانات، المعلومات، والمعرفة حجر الزاوية لأي نظام معلومات فعال. في هذا المقال، سنتعمق في تعريف هذه المفاهيم، العلاقة بينها، وأنواعها ومصادرها المختلفة.

1. مفهوم البيانات (Data)

البيانات هي اللبنة الأولى في بناء المعرفة. هي حقائق أولية، قيم خام، أو مشاهدات غير منظمة بذاتها، قد تكون أرقاماً، نصوصاً، رموزاً، أو صوراً. لا تحمل البيانات بمفردها معنى كاملاً أو قيمة لاتخاذ قرار ما لم يتم معالجتها.

أمثلة على البيانات:

  • قائمة بأسماء الطلبة
  • أرقام المبيعات اليومية في جدول غير مُلخص
  • سلسلة من درجات الحرارة المُسجلة

2. مفهوم المعلومة (Information)

المعلومة هي ناتج معالجة وتنظيم وتفسير البيانات الخام بحيث يصبح لها معنى وقيمة بالنسبة للمستخدم، وتصبح مفيدة لاتخاذ القرارات أو اتخاذ إجراءات معينة. يمكن القول إن المعلومة هي بيانات تمت معالجتها في سياق معين.

مثال:

  • البيانات الخام: "25، 30، 22" (درجات حرارة مُسجلة).
  • المعلومة: "متوسط درجة الحرارة هذا الأسبوع في المدينة كان 25.6°C". (هنا تمت معالجة البيانات بحساب المتوسط ووضعها في سياق).

الفرق بين البيانات والمعلومات

البيانات (Data) المعلومات (Information)
قيم خام غير منظمة بيانات مُنظمة ومُفسَّرة وذات معنى
ليس لها قيمة بذاتها لاتخاذ قرار مباشر ذات قيمة وتساعد في اتخاذ القرار
مثال: "100" (رقم فقط) مثال: "مبيعات المنتج 'س' بلغت 100 وحدة هذا الشهر." (الرقم وُضع في سياق وأصبح له معنى)

3. العلاقة بين البيانات، المعلومات، والمعرفة (Data, Information, Knowledge)

تُمثل هذه المفاهيم تسلسلاً هرمياً: البيانات هي الأساس، تتحول إلى معلومات بعد المعالجة، وتتحول المعلومات إلى معرفة عند فهمها وتطبيقها في سياق أوسع لاكتساب خبرة أو بصيرة جديدة.

التسلسل: البيانات ← المعلومات ← المعرفة

  • البيانات: "120" (رقم خام، قد يمثل عدد العملاء الجدد).
  • المعلومات: "زاد عدد العملاء الجدد بنسبة 20% هذا الشهر مقارنة بالشهر الماضي" (تمت معالجة الرقم الخام بمقارنته بقيمة سابقة وحسابه كنسبة).
  • المعرفة: "الزيادة في عدد العملاء الجدد هذا الشهر كانت نتيجة مباشرة للحملة التسويقية الجديدة التي أُطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي، ويجب تكرار هذا النوع من الحملات مستقبلاً." (فهم سبب المعلومة وتطبيق هذا الفهم لاتخاذ قرار أو استخلاص درس).

المعرفة إذن هي الحصيلة النهائية لاستخدام المعلومات، وتُشكل قاعدة للخبرة والبصيرة التي توجه صناع القرار والمستخدمين.

4. أنواع المعلومات

يمكن تصنيف المعلومات بناءً على عدة معايير:

أ. حسب طبيعتها أو شكلها:

  • معلومات عددية (Numérique): مثل أسعار المنتجات، الكميات المخزنة، رواتب الموظفين.
  • معلومات نصية (Texte): مثل طلبات الشراء من العملاء، تقارير الاجتماعات، وصف للمنتجات.
  • معلومات صورية (Photos/Images): مثل رسوم بيانية توضيحية، صور المنتجات، شعار الشركة.
  • معلومات فيديو (Vidéo): مثل فيديوهات توضيحية، إعلانات ترويجية، تسجيلات مراقبة.

ب. حسب وضعيتها في المعالجة (في سياق نظام المعلومات):

  • مدخلات (Entrées): وهي البيانات والمعلومات التي يتم إدخالها للنظام لمعالجتها.
  • مخرجات (Sorties): وهي النتائج والمعلومات التي يولدها النظام بعد المعالجة (مثل الفواتير، التقارير).
  • قيود (Contraintes): وهي الشروط أو القواعد التي تحكم عملية المعالجة داخل النظام (مثل قواعد حساب الضرائب، شروط الخصم).

ج. حسب محتواها أو تحليلها:

  • معلومات كمية (Quantitative): قابلة للقياس بالأرقام والتحليل الإحصائي (مثل الإيرادات، عدد الموظفين).
  • معلومات نوعية (Qualitative): وصفية، تعبر عن آراء أو خصائص يصعب قياسها رقمياً (مثل آراء العملاء في منتج، تقييم أداء موظف).
  • معلومات هيكلية (Structured): بيانات منظمة في جداول ذات علاقات واضحة (مثل بيانات قاعدة البيانات العلائقية).
  • معلومات غير هيكلية (Unstructured): بيانات ليس لها هيكل محدد مسبقاً (مثل النصوص في رسائل البريد الإلكتروني، محتوى الفيديوهات).

5. مصادر المعلومات

يمكن للمعلومات أن تأتي من مصادر مختلفة، داخلية وخارجية للمنظمة:

أ. المصادر الداخلية (Ressources Internes):

تنشأ هذه المعلومات من العمليات والأنشطة داخل المنظمة نفسها. تشمل:

  • قواعد بيانات الشركة (بيانات المبيعات، المخزون، الموظفين).
  • التقارير الداخلية (تقارير الأداء، التقارير المالية).
  • الموظفين أنفسهم (من خلال المقابلات، الملاحظات، النقاشات الرسمية وغير الرسمية).
  • الوثائق الداخلية (إجراءات العمل، الخطط التشغيلية).

ب. المصادر الخارجية (Ressources Externes):

تأتي هذه المعلومات من البيئة المحيطة بالمنظمة. تشمل:

  • العملاء والموردون (التعليقات، طلبات الشراء، فواتير الشراء).
  • المنافسون (تحليل منتجاتهم، استراتيجياتهم).
  • جهات حكومية وتشريعية (القوانين، اللوائح).
  • منشورات صناعية ومهنية ودراسات السوق.
  • وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات.
  • شركات الأبحاث والاستشارات.

تمارين تدريبية :

طبق المفاهيم التي تعلمتها من خلال التمارين التالية:

  1. تحويل البيانات إلى معلومات:

    لنفترض لديك البيانات التالية عن مبيعات محل حاسوب خلال 3 أيام:

    • اليوم الأول: 150000 دينار
    • اليوم الثاني: 200000 دينار
    • اليوم الثالث: 180000 دينار

    المطلوب: احسب متوسط المبيعات اليومية لهذا المحل واكتب جملة معلوماتية مفيدة بناءً على هذا المتوسط.

  2. تطبيق العلاقة بين البيانات، المعلومات، والمعرفة:

    اختر مثالاً من حياتك اليومية أو من بيئة العمل (كمتدرب) يُوضح العلاقة بين البيانات والمعلومات والمعرفة. صمم جدولاً أو اكتب فقرة تُبين كيف تنتقل من البيانات الأولية إلى المعلومة ذات المعنى، ثم إلى المعرفة التي تُساعدك على فهم أعمق أو اتخاذ قرار.

  3. تحديد أنواع ومصادر المعلومات:

    إذا كُنت مكلفاً بدراسة مدى حاجة السوق لبرنامج محاسبة جديد، اذكر أمثلة لأنواع المعلومات (كمية، نوعية، هيكلية) التي ستحتاجها، ومصادرها المحتملة (داخلية أو خارجية).

الخلاصة

تُشكل البيانات والمعلومات والمعرفة تسلسلاً منطقياً أساسياً في مجال نظم المعلومات. فهم هذا التسلسل وكيفية تحويل البيانات الأولية إلى معلومات ذات قيمة، ثم استخدام هذه المعلومات لاكتساب المعرفة، هو أمر جوهري للمتخصصين التقنيين. إدراك أنواع ومصادر المعلومات المختلفة يُمكننا من التعامل معها بفعالية أكبر في تصميم وتطوير النظم التي تخدم المؤسسات والمستخدمين.

google-playkhamsatmostaqltradent